الغدُ لك يارفيق والنسيانُ للراحلين .

تَعالَ مُدّ لِي بَعْضَ الرُوحِ ، لِجَسَدِي الذيّ هَلـُكَ مِنْ جُوعِ الجَذل

رُد لِي بعضِي وصوتِي وحنجرةَ الألمِ

لِقَهْرِي الـمُتوسِدْ كُـتلةَ اضْلـُعِي ..

لِوجَعِي الساكِن صَدْرِي ..

لظلّ القَمَرِ اليَتـيمْ على نافذتِي ، رُغْمَ وِحْدَتِهِ لا يشتكِي كـَبَدًا ..

أنْ تَنْسَـى الشَّجْوُ شيءٌ مِنْ اسطورةِ النِسيانْ

ان تعلو صدرَ الحُبـور شيءٌ مِنْ خُرافـةِ الكَمِـدْ

فليَسْتَقِمْ صوتُكَ فليْسَ المدَى بِموصِلٍ وليسَ الصدى بِشافٍ للغليلِ

الغيمُ مُتجاورٌ ولكِنَهُ مِنْ الداخِلِ وَحِيدٌ

رذاذ المطرِ مُنتهِي ولكنهُ يبنِي ارضًا

السماءُ لَنـآ مهما مَلئتْـها الثقوبُ ، والأرضُ بِإسمِنا وإنْ احتلـها آخرون

قلبِي المسلوبُ عنوةً مِنِي .. كيفَ لهُ ان يعودَ !

دمعُ الأمسِ المالئُ وسادةَ المٍ .. يضيعُ بينَ ندمٍ وتـَرح

ان يُنادى بإسمك فلا التفتُ لهفةً هذا جلُّ مَا اسعى

ولكن يُحال بينَ الأماني ...

عينايَ لاتلفظُ حروفًا ولكن اناملِي تفعلُ

شفتايَ هِي الصامتةُ لِوحدها رغمَ مقدرةِ الكلامْ

صوتِي اينَ أنتْ !

هلْ تحتاجُ الحناجِرُ الصامتة عودةَ غائبين !

هل ينفذُ وقودُها برحيلهم ، هل نخرسُ عن الفرحِ لأنهم ذهبوا !

ليسَ الوجعُ هذا اتعلم !

الوجعُ ان يغلبكَ قـَلبُكَ وأنتَ لهُ مالك ، ان يعصِي عهدكَ بحرمَةِ الهوى ..

الوجعُ يا رفيقُ متعدِد الصُورِ متوحدٌ بالقلبِ

خواءُ قلبِكَ لن يدومَ الفراغُ الممتدُ حينَ تبحثُ عن يدٍ للصعودِ لن يدومَ ايضًا

بقاؤك فِي دائرةٍ بلا املٍ لنْ يطولَ ..

فالغدُ لك يارفيق والنسيانُ للراحلين .

اضافة تعليق